أزمة الكهرباء في اليابان و باكستان ـــــــ دراسة مقارنة

إنما الحياة إبتلاء متواصل تارةً ترفع أقوامًا و تارةً تضعهم فذلك عمل الإنسان، أنه كيف يمرّ في تلك السبل.قد يُبتلى أقوام كما يبتلى فرد أحيانا، و إنّما سمّى أولئك أقواماً أحياء من تقبّلوهاكتحديد. إنّ كفاحاً متواصلاً ضمان التطور في حياة الأقوام.وعليه لو قيل إنّ قوماً يابانياً نموذج حيّ لكفاح متواصل فلا يكون هدراً.ياترى! لو نشاهد أهل يابان بعد عدّة حوادث ووقائع بين القرن السابق والجاري‘كيف انطلقوا نحو التقدّم مسرعين و هذا ما أوقع الناس في دهشةو إستعجاب.في القرن الماضي يمكن أن يظن الهجوم الذرّي على هيروشيما و ناغاساكي أكبر حادثة للنفوس الإنسانية. بعد هذه الحادثة إن نشاهد سرعة التطور لليابان‘ فنواجه نتائج مدهشةً.انما عرض عليه المراقبون السياسيون و العسكريون رأياً أيضاً ، لو لم يفرض الأمم المتحدة والولايات المتحدة الالتزامات على استعداد حربيّ ليابانيين فلعلّها مكتفية بذاتها في تصنيع الأسلحة الذرية المتقدمة للعالم في سنوات معدودة.

ومع ذلك في دستور اليابان‘هناك قوانين صارمة ضد الأسلحة الذرية وفي الوقت الحاضر‘تعتبر اليابانفي صفوف الجبهة من البلدان التي لها رأي صارم جداً ضد الأسلحة الذرية. إنّ القوماليابانيّ بعد هزيمة الحرب العالمية الثانية بذل قصارى جهده في إعادة معيشته فنيتجته اليوم أنه البلد الثالث أكبر معيشة محكمة في العالم.
خلال خمس عشرات سابقة أقيمت أكثر من خمسين محطة لتوليد القوة الكهربائية في اليابان يحصّل منها الكهرباء يوماً وليلاً. إن كان الكهرباء وافراً ورخيصاً فتتحرّك العجلة الصناعية سريعاً و استمرّت اليابان صرفها متتابعاً،لكن مهما يغلب الإنسان ماكينات يعجز أمام القدرة. وهكذا حدث مع اليابان أيضاً عندما ساقه زلزال تسونامي إلى كارثة كبيرة قبل بضع سنوات وبها تأثرت عدة مدن كبيرة،قدأصيبت أكثر المستوطنات في البحر تقريباً ومن المستحيل أن تعبّر حالة دمارها بعبارة. تفاجأ أهل يابان بهذا الدمار الكبير بأنهم ماوجدوا فرصة تماسكهم. كانت سفن تعوم في مستوطنات وطائرات واقفة على مطار تعوم على الماء. تأثرت عدة محطات نووية ليابان أيضاً بسبب الزلزال والتسونامي وكان التخوّف أن لاينتشر أشعةذرية. بسبب هذا تعطّل جميع محطات نووية لأنه بدأ خروج الأشعّة منها. إنما وقّف مهندسون يابانيون خروج غاز الأشعة من هذه المحطات بمكافحة ليلاً ونهاراً،لكن ما خاطرت الحكومة بنفسها مخاطرةً كبيرةً بفتحها مرة ثانية فزاداستهلاك النفط والغاز بدلاً من القوة الذرية لتغطية حاجة القوة للدولة.

إنّ خطوة الحكومة لإعادة القوة كانت خطوتها في الميقات ومهمة أيضاً ولكن تعاظمت التكاليف مضاعفة منها. بالأمس القريب قال رئيس وزراء اليابان في محادثته بإشارة القوة يستعرض الأمر بإعادتها بعد معاينة كاملة. على ما واجهت معارضة من عدة طبقات المفكرين اليابانيين. وحقيقة الأمر الآن أنّ اليابان تواجه قلة الكهرباء أيضاً.
قد استخرجت حكومة يابان حلّ هذه المشكلة باغلاق ترسيل كهربائيّفترةً على فترةكي يقيم التوازن بين العرض والطلب. في هذا خاصة يقدّم الأولوية تهويناً عاماً. قد أصدرت حكومة يابان الأوامر إلى أربعة أكبر شركات الكهرباء الموردة،لتخطيط تخفيف الأحمال (LOAD SHEDDING)لساعتينيومياً من الشهر المقبل بعد قلة متزايدة للكهرباء وإغلاق محطات توليد الكهرباء. ومعها في نفس الوقت استثنت الحكومة وهيئات مثل المكاتب الحكومبة والمصارف والمستشفيات والخطوط الجوية والشرطة والسكك الحديدية ومراكز الإطفاء منتخفيف أحمال الكهرباء. ومع ذلك في هذه المناسبة دعم الجمهور اليابانيّ دعماًكاملاً للحكومة وعن طريق حفظ الكهرباء خلّص العامة من أيّ شكل من أشكال تخفيف أحمال الكهرباء.

وها نحن نرى باكستان تواجه أكبر الأزمات الكهربائية أيضاً. قدنستطيع أن نقول أزمة الطاقة امتحان القدرة في يابان ولكنها في باكستان بسبب عدم الكفاءة والسياسات الخاطئة للحكومات هنا. وما اُستخدمت مصادر الطبيعية لتوليد الكهرباء بأفضل نظام في باكستان . وما اكتشفنا الغاز الطبيعي تحت الأرض إلّا عشرين في المئة حتى الآن. قديخبرناالعالم عن احتياطيات واسعة للنفط تحت الأرض ولكن لمنتخذ الخطوات اللازمة للتحقيق. وفي باكستانقدرة قصوى لتوليد الكهرباء عن طريق السدود ولكن بسب اختلافاتنا لم نولّد الكهرباء بالمياه وفق إمكانياته.يمكن أن تولد الطاقة الشمسية على نطاق جماعي بمساعدة ضوء الشمس في المناطق الميدانية. فقد اُكتشفتاكبر رواسب العالم للفحم على الدرجة الثانية في البلد. حتى الآن لم يُنجز عمل كاف لإنتاج الكهرباء من هذه الرواسب. بعد حرية الهند من "الإمبراطورية الإنجليزية" تمّ بناء العشرات من السدود في الهندالتي تُولّد الكهرباء. كما قدّمت بنغلاديش خطة موجزة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المائية.يُوجد عدد من السدود تحت التشييد للحصول على الطاقة من مصادر المياه في أفغانستان. ولكن في باكستان‘ قد تمّ مسيساً سدُّ كالاباغ‘ المشروع العملاق بإعطائه ألوان العرقية. ومع ذلك‘حالياً‘رئيس وزراء باكستان الجديد‘ نواز شريف أمر بالتحقيقات في التاخير في تشييد هذه السدود الوطنية المهمة جداً حتى 30 سنة. إذا تم إنجاز هذه السدود ضمن الفترة المنصوص عليها ثم هناك لاتكون ندرة الكهرباء ولا نقص المياه في مناطق الزراعة ،وكذلك لاخوف من الفيضانات الموسمية. إذا كانت الحكومة الباكستانية الجديدة تنجز مشاريع السدود غير مكتملة في الوقت و تنجح في الحصول على الكهرباء من مشروع تهركوال(THAR COAL) و تُسرّعُ عملية الحفر لاكتشاف رواسب النفط و الغاز فالرّجاء بأنّ باكستان سوف تخرج من أزمة الطاقة في المستقبل. في الوقت الحاضر فإنه يقع على عاتق الحكومة الحالية لتخليص الجمهور من أزمة الطاقة متّبعاًعلى خطوات يابان و ينبغي أن تملك نفس السياسات التي اتبعتها"حكومة يابان".

Altaf Moti
About the Author: Altaf Moti Read More Articles by Altaf Moti: 9 Articles with 4675 viewsCurrently, no details found about the author. If you are the author of this Article, Please update or create your Profile here.